"Chosroes and the Captive"
by 'Abd al-Rahman Shukri
(1886-1958)
كسرى والأسيرة (قصة)
يا فتاةَ الحيّ قومي فاسمعي قصة تقتل أطماع الهوى
قصة ذات اعتبار آخذ بصميم اللبّ يقريه الهدى
غَضِبَ الجبار كسرى غضبة فنما من شره ما قد نما
غضبة ذات وعيد رائع ترك العرب كأطيار العرا
ترك العرب على عزتها تبتغي المنعة ما بين الربى
أرسل الغارة في ذي مِرّة ينزع الغلّ بتقطير الدما
يفقد الطرف لديه لحظه ويضل السيف فيه والقنا
رام أمراً لم يرمه غيره ربَّ باغٍ نال أطراف المنى
فرمى العرب بعزم ناقمٍ ذي اغتيال لم يمانعه حمى
فغزا من أرضهم ما قد غزا وسبى من أهلهم ما قد سبى
إن في السبي لَخُودًا علمت سنة البدر ملاشاة الدجى
جال ماء الحسن في أعضائها فإذا ناجيته مج الضحى
*****
رأت الإيوان في أبهة تَطَّبِي النفس لأوطار الهوى
لو بغير الطهر عينٌ نظرت لرأت ذاك مقامًا للعلى
رام كسرى من هواها بغية فحسا من حسنها حتى انتشى
وأذلت شهوةٌ مقبوحة منه حتى رام ما فوق الرضى
أَكلَتْ أحشاءه والجةً كولوج النار في عود الغضا
جاء كسرى شاهرًا أطماعه فنضا من حلمه ما قد نضا
سامها كل خسيس كارث قاتل اللذات يزري بالنهى
ورماها بوعيد حاسر شرس الإرهاب مجلوب الأذى
ساءه أن قد تأبت فأتت نقمة في طي ذياك الإبا
فاحتمت عنها بصبر دارع كاحتماء الحر عن ضيم عرا
إيه لله عفاف مخلص لك ما سيم الخنى إلا أبى
ثم قالت قولة في أسرها تبعث الغلَّ وتهفو بالوغىى
قيّدوني، غللوني، ضربوا ملمس العفة مني بالعصا
فأتاها نبأ من قومها أنهم عافوا لذاذات الكرى
أو تجول الحرب في ميدانها كمجال الطيش في عهد الصبا
أو يكون السيف في أعدائهم مُعْمَلًا يودي بهامٍ وطلا